La main à la pâte
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟
09/04/2002
تاريخ
 
سؤال من
 
عند قراءتى لإجابات المستشارين على الأسئلة التي طرحها المدرسون سألت نفسى ما يلي: ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم ؟
 

 
 
09/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
أسلوب التفكير المنطقي لإيجاد طرقا لمعالجة الموقف: وهذا ما يعرف بالإجراءات العلمية؛ وبما أن الموضوع يتعلق بمناقشات جماعية فقد تدربنا على العثور على الخطأ في التفكير المنطقي والثغرات في الإثباتات التي نناقشها لأن الخطأ الواحد يمثل المشكلة التي سنستمر في المعاناة منها؛ ونحتفظ بهذه العادة عند قراءتنا لمقالة بالجريدة أو عند استماعنا للمناقشات. وتلخيصا لما سبق فإن إيماني بالعلم نابع من عدد الأخطاء التي اقترفتها أنا وزملائي ثم قمنا بتصحيحها (هذا بخلاف الحوادث!) والقدرة على اكتشاف الأخطاء التي قمنا بتنميتها بعد ذلك. إن هذا يتطلب الاستفاضة في الحديث عن العلوم وعن المنهجية العلمية …إلخ. ولكن يمكن أن نقول بطريقة سريعة أن العلماء لا يؤكدون معرفتهم ولكن يبنونها عن طريق وضع النظريات التي يواجهونها أثناء إجراء التجارب فيعملون على تحسينها أو تعديلها أو تركها تماما حسب ما يكتشفونه، ولن يعطي العالم الحريص على أن يكون دقيقا إلا نظريات لشرح ظاهرة معينة بأفضل طريقة ممكنة وهو مستعد للتخلي عن تلك النظريات إذا ما برهن على عدم صحتها فهو في الأصل متشكك، ويكمن هنا الاختلاف بين هذا وبين كل التطبيقات التي تتنكر تحت صفة العلم ولكن تلتزم بأساسياته في شيئ (حجية النظرية : اختبار النظرية عن طريق إجراء التجارب – وتحسين النظرية ثم البدء من جديد) وعلم الفلك هو مثال عشوائي على ذلك. فلا تستطيع نظرية الجاذبية الأرضية لنيوتن مثلا تفسير عدة ظواهر متعلقة بحركة كوكب عطارد أو بانحراف الضوء عند مرور جسم مصمت..إلخ. لذا قام أينشتاين باقتراح إضافة لهذه النظرية (النسبية) التي تقوم بشرح ما عجزت نظرية نيوتن عن شرحه؛ وقام كل العلماء بتبني تلك النظرية الجديدة (مع بعض التأخير الراجع إلى ارتيابهم الدائم وأحيانا إلى سوء النية فهم بشر!)؛ ولكننا لا نتوقف هنا بل نستمر في بناء تجارب جديدة لاختبار توقعات النسبية وقد نعثر يوما ما على استثناء تفشل النسبية في تفسيره، عندئذ سنحاول أولا تطبيق النظرية على الظاهرة فإذا فشلنا فسنغير النظرية من جديد! وقد قبلت بعض الحقائق البسيطة من قبل الجميع ولم يعدهناك من يشكك في أمرها مثل دوران الأرض حول نفسها أو حول الشمس حتى إذا كنا لا نمتلك حتى الآن نظرية وافية تماما لشرح هذا الدوران.
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
10/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
إنى أوافق "لوران باجلنى" الرأي! فلا يستطيع أي عالم التأكد من صحة إثباتاته. فالعلماء يحاولون الفهم والقدرة على "كتابة" الحقائق، وأقصد "بالكتابة" الشكل الذي يستخدمه العلماء، فيمكن أن تكون كتابة رياضية أو كتابة تفاعل كيميائي أو نووي، أو مجرد رسم لوصف الجسم البشري. ولكن لن يظل هذا إلا وصفا جزئيا لحقيقة أكثر تعقيدا إلى الأبد، فيقوم عمل العالم على تبني فكرة عن الظواهر والآليات، ونقول أن العالم قد وضع نموذجا أو نظرية وينبغي عليه التأكد من صحتهما عن طريق التجربة. ولا يستطيع العالم استيعاب الحقيقة بكل تعقيداتها وبالتالي لا يستطيع إثبات كل شيء "بثقة".
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
10/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
إليكم نكتة صغيرة لتوضيح مدى أهمية المشاهدة، لقد اعتقدنا حتى عام 1960 (لأسباب جيدة)، أن للقمر وجه مختبئ، وكان من الممكن أن يكون ثقبا أو لا شيء، والتجربة هي التي جعلتنا نتخيل، وتم التأكد من صحة تخيلنا، بعد إرسال المركبة الروسية التي قامت بتصوير الجانب الآخر للقمر.
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
10/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
لا أستطيع شرح كيفية بناء معرفة أكيدة، ولكن بصفتي مهندساً، أستطيع أن أخبركم عن كيفية استخدامي أنا وزملائي للعلم كل يوم (وكل ليلة!)، حيث تقتضي القرارات اليومية التي نتخذها لمواجهة المشاكل والحوادث والطوارئ المتكررة في مجال تحويل البترول الخام إلى بنزين، وفقا للمعايير، الرجوع إلى ما درسناه في المدرسة من علوم الطبيعة والكيمياء، وكذلك عند عملي بمشروع إنشاء معمل تكرير. وأستطيع أن أضمن لكم نجاح الموضوع! فنحن نتبع دائما نفس أسلوب التفكير المنطقي لإيجاد طرق لمعالجة الموقف، وهذا ما يعرف بالتفكير العلمي. وبما أن الموضوع يتعلق بمناقشات جماعية، فقد تدربنا على العثور على الخطأ في التفكير المنطقي والثغرات في الإثباتات التي نناقشها، لأن الخطأ الواحد يمثل المشكلة التي سنستمر في المعاناة منها، ونحتفظ بهذه العادة عند قراءتنا لمقالة في الجريدة أو عند استماعنا للمناقشات. وتلخيصا لما سبق، فإن إيمانى بالعلم نابع من عدد الأخطاء التي اقترفتها أنا وزملائي ثم قمنا بتصحيحها (هذا بخلاف الحوادث!)، والقدرة على اكتشاف الأخطاء التي قمنا بتجنبها والبناء عليها بعد ذلك.
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
12/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
إن العلماء كسائر البشر يحتاجون لليقين وللدعم حتى يتقدموا. فإذا كان العلماء من مزاولي المهنة، فهم متأكدون من صحة إثباتاتهم نتيجة اعتراف باقي العلماء بذلك، وحتى ثبوت العكس. وهنا يكمن جمال العلم واختلافه عن سائر الكتابات المقدسة، فمن الطبيعى إثبات خطأ المعرفة العلمية، ولكن مع الأسف يتجاهل الناس تلك الحقيقة (الذين يطالبون أيضا بالتأكيد وباليقين)، وبالتالي فأنا اعترض على تأكد العلماء من صحة إثباتاتهم ولكنى أسلّم بإمكانية ارتكاب الأخطاء! ملاحظة: هل يمكننا التأكد مثل "جان لويس باسديفان" من أن الصورة المأخوذة للجانب الآخر من القمر هي الصورة الصحيحة، إن أسباب الشك متعددة وتقليدية!
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
15/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
كيف يمكنك التأكد من تأكد العلماء من صحة إثباتاتهم؟ هذا السؤال ينبغي طرحة على فيلسوف، وليس على عالم. ولكن إليك إجابة عالم بالمقاييس والموازين، وقد أتمها عالم فيزيائي. وهذه الإجابة، يتم خلالها التعرف على النظريات العلمية، ثم التأكد من صحتها عن طريق المشاهدة والقياس، وأى قياس يشوبه تردد أو شك، ولا شيء أصعب من تقييم الشك (ولا أتحدث هنا عن الأخطاء التي يمكن بل ويجب تصحيحها)، وبالتالي فأى نتيجة معطاة تشوبها نسبة من الخطأ، وكل نظرية صحيحة حتى تثبت التجربة العكس، ولكن هذا لا يعنى إنها صائبة. أما إجابة العالم الفيزيائي، فكانت إنه حتى "ديكارت"، الذي آمن بأن المنطق معصوم من الخطأ، جازف بقول أن الجسم المتحرك أثقل من الجسم الثابت، وهذا لبس كبير بين الكتلة والقوة المؤثرة، ما كنا لنغفره اليوم إذا وقع فيه طالب. ولكن هذا لم يمنع فيلسوفنا العالم من المساهمة العظيمة في مجال العلم، وقد حلم العلماء في نهاية القرن التاسع عشر، إثر نجاح نظريات عديدة، بفحص الكون لوصف حاضره وماضيه ومستقبله، ولكن تم نسيان كل هذا. ويأتى أجمل نجاح في علم الطبيعة في القرن العشرين، نتيجة النظرية الكمية، ونظرية الاحتمالات على مستوى كل ظاهرة بسيطة، والتي يعتبر "لويس دى بروجلي" أحد مكتشفيها، وقد قضى حياته في محاولة إثبات عدم اكتمالها. ولا نستطيع أن نقول أن أبا الميكانيكا الكمية، كان واثقا من صحة إثباتاته عند استماعنا للكلمة المؤثرة التي ألقاها، والتي كان يأمل فيها أن ينجح العلماء الشباب فيما اعتقد إنه قد فشل فيه.
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
15/04/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
قوموا بقراءة كتاب "إنى أفكر إذن أنا ارتكب الأخطاء"، للكاتب "جان بيير لينتن" لدى دار النشر ألبان ميشيل عام 1994، وستجدون أن ثقتكم بما هو مؤكد قد قلت! واعذرونى إذا كنت أشارك في الإجابة مع العلماء على الرغم إننى فني ومدرس للعلوم الفنية، والإثباتات لدى الفنيين والمهندسين، هي أجسام ومنتجات وخدمات وليست كلمات وأقوال مأثورة ونظريات. وهي دائما نتاج حلول وسط في حقل من القيود، والذي يتحكم بها هو استخدام الناس لهذا "المنتج". وإنى أسمع حاليا تساؤل الناس حول ما إذا كان الفنيون والمهندسون من العلماء، ومع ذلك، فعند نجاح هؤلاء الفنيون والمهندسون في إنتاج منتج يلائم وظيفة محددة، فيثسبتون وحتى يكتبون إثباتاتهم عن الطريقة التي اتبعوها في عملهم، حتى يظهرعطل يشككهم في صحتها، ويجعلهم يعيدون النظر في إثباتاتهم، ومن هذا المنطلق يصبح الفنيون والمهندسون علماءا! فقد تغير شكل الصناعة النووية منذ حادثة تشيرنوبل، وكذلك صناعة عربة المرسيدس الفئة (أ)، منذ تصدرها للأخبار في الصحافة، فالمنتجات التي يقوم الإنسان بتصنيعها تكون هي الأخرى موضع شك.
 
 
ماذا يفعل العلماء للتأكد من صحة إثباتاتهم؟

 
 
23/05/2002
تاريخ
 
إجابة من
 
إليكم بمثابة إجابة، ما قاله عالم الرياضيات "كاسيوس ج. كيزر": "أن اليقين المطلق هبة يتمتع بها ذو النفوس الجاهلة أو المتعصبون، بينما يمثل للعلماء هدف يستحيل تحقيقه".